السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صرح وزير الداخلية الفلسطيني الفريق الركن عبد الرزاق اليحيى، بان "التنسيق العربي المشترك ضرورة ملحة وأولوية بالنسبة الينا كفلسطينيين لأن قضيتنا تمر في مرحلة حرجة وحساسة".
وقال في مقابلة مع صحيفة فلسطينية ، ان "الخطة الأمنية الفلسطينية تسير بخطوط متوازية تشمل التسليح والتدريب وتوزيع المهام ويتم اعادة بناء المقار الأمنية والمقاطعات والسجون ودور الاصلاح والمراكز الأمنية في الوقت نفسه ويجري العمل على جمع السلاح من حماس وغيرها".
وكشف عن حل "كل الأجنحة المسلحة التابعة للفصائل والحركات الفلسطينية في مقدمها كتائب الاقصى وكتائب القسام". واكد ان "المقاومة لها مفهم واضح وما جرى خلال السنوات السبع كان كارثة على القضية الفلسطينية".
كما كشف ان "قوات الأمن اكتشفت خلايا من القوات التنفيذية التابعة لحماس تخطط وتهرب السلاح لتكرار ما جرى في غزة الى الضفة الغربية". وقال: "نحن نقوم بجمع السلاح غير الشرعي الموجود في الشارع واي كان حامله ولأي جهة ينتمي بالتوازي مع قضية المسلحين والعمل المباشر الذي تقوم به اجهزة الأمن للوصول الى مستوى الأمن والاستقرار وسيادة القانون".
وفي ما يأتي نص اللقاء:
• كيف تفرقون بين سلاح المقاومة وسلاح الفلتان والجريمة والعصابات؟
- المشكلة في هذه الانتفاضة من الصعب ان نقول ان هناك مقاومة بالمفهوم الحقيقي للمقاومة، كلمة مقاومة هي مجموعة صغيرة أو افراد أو ميليشيات محدودة ولم يكن يجمعها مفهوم واحد او برنامج عمل واحد ولا قيادة موحدة.
والمقاومة في العادة تشمل كل قطاعات الشعب ولها قيادة واحدة وبرنامج عمل واحد مرتبط بالبرنامج السياسي الخاص بالسلطة، المقاومة لم تتم على هذا الشكل فأصبح كل فصيل حسب امكاناته وقواته الخاصة قام بتشكيل جناح عسكري، هذا الجناح يمارس عمله من دون تنسيق او ارتباط مع الآخرين وفي اطار البرنامج الداخلي الخاص بذلك الفصيل او الحركة أو الجبهة. فالمقاومة لها مفهوم واضح وما جرى خلال السنوات السبع كان كارثياً على القضية الفلسطينية.
فعملية اطلاق الصواريخ التي يجري اطلاقها على بلدة سديروت فلو حسبنا عدد الصواريخ التي أطلقت وكم كلف انتاجها والجهد الذي بذل من اجلها وعدد الفلسطينيين الذين استشهدوا وأصيبوا جراء اطلاقها مقارنه بخسائر الطرف الاسرائيلي من الواضح ان عملية الاستنزاف لنا وليس للاسرائيليين.
• هل صحيح ان السلطة الفلسطينية أعطت تعهداً لاسرائيل، حل كل الأجنحة المسلحة؟
- نعم وهذا صدر بمرسوم من قبل رئيس السلطة محمود عباس بحل كل المليشيات العسكرية لكل الفصائل والحركات والقوى السياسية، وبدأنا بالجناح العسكري لحركة فتح (كتائب الأقصى) حتى لا يقال اننا نحابي طرفاً على حساب اخر.
• هل هذا شرط والتزام في الجزء الأول من خطة "خريطة الطريق"؟
- صحيح هذا شرط في خريطة الطريق ونحن عندما شرعنا في تنفيذه ليس لأنه مذكور في خريطة الطريق وعند تطبيقه لم نكن ننظر الى الخطة وانما الى الوضع الداخلي الفلسطيني واحتياجاته ومحاولة عودة الاستقرار الصحيح وحكم القانون.
• ماذا عن الاجتماعات الخاصة باللجنة الأمنية الفلسطينية - الاسرائيلية؟
- منذ اليوم الأول للعمل كان لا بد من التنسيق الأمني مع الاسرائيليين هناك فرق بين المفهوم السابق للعمل والمفهوم الحالي، فنحن نعيش في ظل احتلال وهو موجود ولا نكذب على أنفسنا ولكن وجود الاحتلال لا يمنعنا ان نقوم بعمل امني لصالح شعبنا الفلسطيني.
نحن سلطة موجودة يجب ان نقوم بعملنا لتحقيق الأمن والاستقرار لشعبنا في اطار مهامنا الذاتية كسلطة وطنية وهذا من مهامنا الأساسية ولا يجوز أن نتخلى عن دورنا بحجة ان هناك احتلالاً.
• لكن الأمن الفلسطيني تم استهدافه من جيش اسرائيل واستشهد عدد من المنتسبين للأجهزة الأمنية خلال الانتفاضة؟
- للأسف جرى استخدام بعض قوى الأمن الفلسطيني في الانتفاضة وأصبح فرز خارج قوى الأمن لتعمل خارج هذه الأجهزة ضد الاحتلال وتوغلاته وعملياته، ما أفرز قضية المطاردين الأولى ومعظمهم كانوا من أفراد الأجهزة الأمنية. لذلك اتخذنا قراراً بالتعامل مع الواقع القائم والمضي فيه. وأخذنا الموضوع بمنحى جيد وحاولنا جهدنا عدم الوقوع في مشاكل مع قوات الاحتلال خلال عملنا الأمني.
وان التنسيق الأمني أساسه كي نتمكن من نقل قواتنا الأمنية من مدينة الى اخرى أو من محافظة الى محافظة اخرى والتنقل بحرية بين المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية. وتحريك قوات من منطقة الى اخرى لا يتم من دون تنسيق لان الجيش الاسرائيلي يسيطر على كل المناطق.
• هل تقاسمتم المسؤولية الأمنية مع اسرائيل في نابلس؟
- وفق الاتفاق سمح لنا بالانتشار في نابلس، لكن اسرائيل كقوة احتلال لم تتنازل عما تدعيه حقها في متابعة وملاحقة أهداف خاصة بهم داخل المدينة، فحاولنا العمل وحدنا فكان الرد الاسرائيلي سلبياً، فوضع ترتيب ان تعمل قوات الأمن الفلسطينية من الساعة السادسة صباحاً وحتى الساعة 11 مساء وهم بعد ذلك بامكانهم الاجتياح كقوة احتلال.
• تتهمكم حماس بتنفيذ حملات اعتقال لعناصرها واقتحام جمعياتها ومؤسسات تابعة لها؟
- لا أريد عقد مقارنة بين ما يجري في الضفة والقطاع، وانما أدع الموضوع للمتابعين للحكم بأنفسهم، وهنا لابد من التأكيد اننا نحارب غير الشرعية ونحارب أي انسان يقوم بعمل بمفهوم العمل المسلح ضد الشرعية الفلسطينية ونقوم بنزع السلاح غير المرخص وغير الشرعي وجمعه من كل شخص ومجموعة وفئة وجماعة.
• ماذا عن الخليل والحملة الأمنية الكبيرة التي قمتم بها ؟
- اعتقلنا عصابات ليسوا من حماس في الخليل وانما لصوص السيارات وتجار ومروجي المخدرات جردناهم من السلاح وحولناهم الى القضاء، هذا من صميم عملنا نحن نقوم بعمل متكامل في كل الجهات في آن واحد وبالتوازي.
• هل صحيح تم اعتقال نواة لقوة تنفيذية تابعة لحماس؟
- نعم كان هناك عناصر تم اعتقالهم تابعين للقوة التنفيذية وكانت هذه القوات تتزود بالسلاح المهرب وبخطط معينة وبتعليمات وتدريبات معينة لاحتلال بعض مراكز السلطة.
• هل الأجهزة الأمنية جاهزة لتسلم مدن الضفة وقادرة على الانتشار فيها؟
- نعم وهي منتشرة بالفعل الان وهي تقبض على زمام الأمور في شكل حقيقي.
• ماذا في شأن المعابر خصوصا انكم أبديتم استعدادا لتولي المسؤولية عنها ؟
- موضوع المعابر حساس ومهم جداً، نحن مستعدون لتولي كل المعابر في الضفة وفي قطاع غزة وخصوصا معبر رفح وهذا الموضوع لم يأخذ الموضوع الطابع التنفيذي أو الاجرائي واعتمد على النوايا. وعندما يدخل ذلك موضع التنفيذ لدينا اجراءاتنا وترتيباتنا الخاصة، اما في ما يتعلق بالسيطرة على معبر رفح وفتح المعبر وغيره يدخل في اطار المفاوضات السياسية.
• ما سيناريوهات استعادة قطاع غزة ؟
- هذ الموضع ليس ضمن حساباتي الان.
• ماذا عن دعم الادارة الأميركية لقوات الأمن الفلسطينية ومشاركة الجنرال كيت دايتون في تفيذ الخطة الأمنية الفلسطينية وزيارته لنابلس؟
- الجنرال دايتون موجود منذ عامين يعمل مع الفلسطينيين، وان المنحة الأميركية التي يقوم بتنفيذها على الأرض فريق الجنرال لا تشمل السلاح ولا علاقة لها به ومعظمها موجهة لاعادة التدريب ولاعادة التنظيم واصلاحات معينة، مراكز تدريب في شكل عام وتجهيزات معينة ومحددة، والمساعدة للتخطيط الاستراتيجي للمستقبل.
والمنحة الأميركية جاءت وفق هذا الأساس اضافة الى تدريب الفرق في الأردن ومصر وكذلك تدريب المدربين وانشاء مراكز تدريبية وتحسين المراكز القديمة وانشاء بعض مراكز الايواء مثل المعسكرات.
• لكن ماذا عن زيارة دايتون في اليوم الأول لتنفيذ الخطة الأمنية واشرافه عليها في نابلس؟
- دايتون لا يشرف على الخطة الأمنية هو زار نابلس كباقي المسؤولين الأجانب الذين زاروا المدينة بعد انتشار القوات الفلسطينية فيها للتأكد من ان السلطة تقوم بعملها وقادرة ونجحت فعلاً. وهنا لابد من التأكيد ان الخطة الأمنية التي ننفذها هي خطة أمنية فلسطينية 100 في المئة والداخلية شرعت بتأسيس مركز استراتيجي يتبع لها لوضع الخطط اللازمة والبرامج المستقبلية.
• ما اهم العقبات التي تعترض الخطة الأمنية؟
- العقبة الأولى هي وجود الاحتلال لانه يعرقل عملنا وهو اهم عنصر مضاد للخطة الأمنية، اما العقبة الثانية فهي شح الموارد المالية، اضافة الى الارث الذي خلفته الحكومات الفلسطينية السابقة، وخصوصا الفلتان الأمني الذي بلغ أعلى مستوياته مع مجيئنا في الحكومة الحالية.