بسم الله الرحمن الرحيم
في حوار مع الشيخ رائد صلاح في ذكرى جريمة إحراق المسجد الأقصى.. أوجّه نداء استغاثة عاجل بضرورة العمل على
إنقاذ القدس والمسجد المبارك
في حوار مع الشيخ رائد صلاح في ذكرى جريمة إحراق المسجد الأقصى.. أوجّه نداء استغاثة عاجل بضرورة العمل على
إنقاذ القدس والمسجد المبارك
* الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمراء فيما يتعلق بالاعتداء على المسجد الأقصى المبارك
* الاحتلال قرَّر السماح لأي متطرف الدخول إلى ساحات الأقصى بسلاحه وبحماية أمنية
* الشرق الأوسط الجديد خارطة سايكس بيكو "2" وهي ترجمة للمطامع الأمريكية و(الإسرائيلية) في المنطقة
في الذكرى السابعة والثلاثين لإقدام العصابات الصهيونية المتطرفة على إحراق المسجد الأقصى المبارك، يجدد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 صرخته الشهيرة التي أطلقها منذ أعوام: "القدس في خطر".
ويؤكد الشيخ صلاح وهو مدير مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، أن حرب المؤسسة الصهيونية ضد القدس والمقدسات الإسلامية التي بدأت في العام 1967 ما زالت مستمرة ولم تنته، وتدور رحاها بأساليب مختلفة.
وفي هذا المقابلة التي أجرتها معه "وكالة الأنباء العربية" يستعرض الشيخ رائد صلاح، تداعيات العدوان الصهيوني على الأراضي الفلسطيني وعلى لبنان مؤخرا وتأثيرها على مستقبل المدينة المقدسة في ظل تصعيد الاحتلال لسياسته في تهويد القدس والمسجد الأقصى. ويتطرق الشيخ صلاح إلى تأثير خطة أولمرت التي أسقطتها هزيمة الكيان الصهيوني في الحرب على لبنان، على مستقبل القدس. إلى جانب آخر التهديدات التي يتعرض لها الأقصى في ظل استمرار الحفريات وبناء الأنفاق تحت أساساته مباشرة.
ولأهمية هذه المقابلة، ينشر "المركز الفلسطيني للإعلام" نصها كاملاً في موقعه على "الانترنت"، وفيما يلي نص المقابلة:
* ما هي مخاطر الدعوات المتكررة لبناء الهيكل الثالث المزعوم من قبل الجماعات اليهودية ؟
**بداية أؤكد أنه من الخطأ الكبير أن نصوِّر الأمر وكأنه محصور بمجموعات يهودية متطرفة، إن مؤامرة السعي الحاقد لبناء هيكل على حساب المسجد الأقصى المبارك هي موقف يمثل المؤسسة الرسمية (الإسرائيلية)، بالإضافة إلى ذلك هناك الجهود الفردية الشعبية التي تقوم بها جماعات يهودية متطرفة، وما أقوله ليس تحليلا بل هذا ما نفهمه بشكل واضح من خلال تصريحات المسؤولين الرسميين في المؤسسة (الإسرائيلية)على صعيد رئيس الدولة. وعلى سبيل المثال "موشيه كتساب" ( رئيس دولة الاحتلال) الذي طالب مرة من المرات بتقسيم المسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود على شاكلة التقسيم الظالم في مسجد الحرم الإبراهيمي في الخليل، ولم يكتف بهذا فقط، بل شارك بالدخول إلى بعض جوانب الأنفاق التي حفرت تحت حرم المسجد الأقصى المبارك مع بعض المجموعات اليهودية المتدينة، وقاموا بحمل نسخ من كتبهم الدينية وأدخلوها إلى هذه الأنفاق.
يوم أن نجد رئيس الدولة يتصرف هذه التصرفات، ويوم نجد غيره من المسؤولين الرسميين يتصرفون أو يصرِّحون بما يوافق موقف رئيس الدولة؛ فهذا يعني مرة أخرى أن القضية ليست قضية جماعات متطرفة شاذة واستثنائية بل هو موقف كل المؤسسة الرسمية (الإسرائيلية)، وهذا ليس جديدا بل هو أمر قديم مع بدايات السعي إلى تنفيذ المشروع الصهيوني قالها بن غريون:" لا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل " معنى ذلك أن السعي لديهم سيبقى متواصلا لتحيّن الظرف المناسب والزمان المناسب والأحداث العالمية أو المحلية المناسبة من أجل أن ينفذوا هذه الجريمة الكبرى؛ وهي بناء الهيكل على حساب المسجد الأقصى المبارك.
فرض السيادة على الأقصى
* ما هي أبرز المخاطر التي تهدد المسجد الأقصى حاليا، خاصة بعد الكشف عن حفريات جديدة ؟
** الخطر الأساس الذي يعاني منه المسجد الأقصى هو أنه لا يزال يقع تحت الاحتلال (الإسرائيلي)، وما دام تحت الاحتلال (الإسرائيلي) فكل يوم يمر على الأقصى فهو في خطر. واستمرارية معاناته لسبب وقوعه تحت الاحتلال (الإسرائيلي)تجرّ على الأقصى أبوابا كثيرة من المخاطر.
إلى جانب ذلك، هناك سياسة فرض سيادة بقوة السلاح من المؤسسة (الإسرائيلية)على المسجد الأقصى المبارك، وهذا يتمثل بوضع قوات احتلالية (إسرائيلية) مدججة بالسلاح عند كل بوابات المسجد، وينعكس أيضا في سعيهم الدائب إلى فرض إرادتهم الاحتلالية على كل ما يجري في المسجد الأقصى المبارك، فهم الآن وحتى هذه اللحظات قد منعوا (500) من شبابنا في القدس الشريف من دخول الحرم الشريف لفترات محدودة، وكلما انتهت هذه الفترات المحدودة قامت المؤسسة (الإسرائيلية) بتمديدها، مع العلم أن ضمن هؤلاء الممنوعين بعض حراس المسجد الأقصى المبارك وهذا أمر أصبح لا يطاق.
بالإضافة إلى ذلك، ها هي المؤسسة (الإسرائيلية) تمنع إدخال مواد الإعمار إلى المسجد الأقصى المبارك، هناك عشرات المشاريع الضرورية التي يحتاجها المسجد الأقصى المبارك لمواصلة إعماره وصيانته، ولكن أنّى يكون ذلك والمؤسسة الإسرائيلية تشكل الآن عقبة لإفشال كل هذه لمشاريع الإعمارية.
كما استباحت المؤسسة (الإسرائيلية) لنفسها أن تضع آلات تصوير عند كل بوابات المسجد الأقصى المبارك، هذا بالإضافة إلى آلات تصوير سرية لا نعلم عنها، هذه الآلات بدأت تراقب تحركاتنا في المسجد الأقصى المبارك، وتراقب عبادتنا وعبادة أمهاتنا وأخواتنا في المسجد الأقصى المبارك، وأصبحت عوراتنا مكشوفة بكل مرارة، للمؤسسة (الإسرائيلية) بواسطة هذه الآلات، بالإضافة إلى ذلك المؤسسة (الإسرائيلية) استباحت لنفسها أن تضع أسلاكاً كهربائية ذات قوة عالية موجهة عند بعض جوانب المسجد الأقصى المبارك، وضعت هذا الحاجز الكهربائي بهدف استعماله وقت الحاجة ضد جماهير المصلين والمصليات من أهلنا في رحاب المسجد الأقصى المبارك، وهذا أمر لا يطاق أيضا.
الحفريات متواصلة
وفي شأن الحفريات المستمرة تحت المسجد الأقصى والتي تهدد بشكل مباشر أساسات المسجد، قال الشيخ صلاح:
لا تزال الحفريات متواصلة تحت المسجد الأقصى ولديَّ معلومات تؤكد أنه تجري الآن حفريات في أخطر المواقع تحت المسجد الأقصى المبارك مباشرة، كل ذلك يجري الآن ويتزايد هذا العداء المتواصل مع إعلان المؤسسة الإسرائيلية أنها فتحت أبواب المسجد الأقصى على مصراعيها لقيام المجتمع (الإسرائيلي)بالدخول إلى المسجد الأقصى المبارك متى تشاء بحراسة وبسلاح من قوات الاحتلال (الإسرائيلي)، أبعد من ذلك فإن رئيس شرطة القدس المدعو فرانكو قبل أشهر قد قام بتصرف أهوج خطير جدا؛ حيث أعلن أنه قد سمح لجماعة شاذة تدعى " أمناء الهيكل" بالدخول إلى لمسجد الأقصى المبارك، وهذا يعني أن كل الخطوط الحمراء قد تجاوزتها المؤسسة (الإسرائيلية) بما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك، ولذلك أقولها: إن المسجد الأقصى المبارك بات يعاني كل هذه السلوكيات الرعناء والهوجاء والمؤذية من طرف المؤسسة (الإسرائيلية) ويبقى السؤال، أين الدور الإسلامي والعربي على أثر كل هذه الآلام التي بات يعاني منها المسجد الأقصى المبارك؟.
رسالة للأمتين العربية والإسلامية
* تجمع ملايين الدولارات من أثرياء اليهود في العالم لتهويد القدس، ما هو المطلوب من العالمين العربي والإسلامي، وبرأيك ما سبب هذا الصمت العربي والإسلامي تجاه قضية القدس ؟
**مع كل أسف لقد بحّ صوتي وأنا أصرخ صرخة استغاثة أنقذوا القدس قبل أن تضيع، وتداركوا المسجد الأقصى المبارك قبل أن نعضَّ على أصابع الندم في لحظة لن ينفع فيها الندم، وقد دعوت منذ أكثر من نصف سنة لإقامة صندوق عالمي مالي لإنقاذ القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، وقلت ولا زلت أقول: إن هناك مئات المؤسسات الخيرية في العالم العربي والإسلامي، لا نريد إلا مائة مؤسسة فقط بحيث تقوم كل مؤسسة منها باقتطاع 50 ألف دولار سنويا من رصيدها لهذا الصندوق، وعندها سيتوفر لدينا بداية رأس مال لا أقول هي الكافية، ولكنها بداية ستمدنا بإمكانية أن نواصل إنقاذ القدس والمسجد الأقصى المبارك، وإذا ما زاد عدد هذه المؤسسة عن مائة إلى مائتين إلى ثلاث مائة والى أكثر فهذا يعني أننا سنملك الإمكانية الأقوى وسنملك سرعة الزمن وتنفيذ عشرات المشاريع سنويا لإنقاذ القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، و حتى الآن لم أيأس من الاستجابة لهذا النداء، وما زلت أقول: إننا نطمع من مؤسسات الخير -وهي كثيرة والحمد لله في عالمنا الإسلامي والعربي- أن تستجيب لهذا النداء، وأن تبادر إلى تشكيل هذا الصندوق الذي لا مفرّ منه، خصوصا والكل منّا يعلم أن العالم الإسلامي والعربي يعيش الآن في حالة ضعف عسكري ولا ننتظر منه في القريب العاجل أن يحرك قوته العسكرية لتدارك كارثة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، لذلك من باب أضعف الإيمان يجب أن يتم تحقيق هذا الاقتراح والمبادرة بإنقاذ القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، خصوصا إذا علمنا -ويجب أن يعلم الجميع- أن المؤسسة (الإسرائيلية) قد وضعت لنفسها سياسة تهويد القدس الشريف وسياسة بناء هيكل على حساب المسجد الأقصى، وقلتها ولا زلت أقولها: إن الحرب التي أعلنتها المؤسسة (الإسرائيلية)على القدس الشريف في عام 1967 والتي عرفت بمعركة الستة أيام لم تنته حتى الآن، وما زالت تدور رحاها في القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، نعم لا تستعمل فيها الأسلحة كالطائرات والدبابات، ولكن هناك أسلحة أخبث من الدبابات والطائرات، هناك عمل خفي ومتواصل من قبل المؤسسة (الإسرائيلية) لوضع يدها على كل بيت ودكان وشبر أرض وسوق في القدس الشريف، وأنا أعلم شخصياً أن المأساة مؤلمة بكل معنى الكلمة، لذلك فأنا أعجب عندما أرى أن الجمعيات الكثيرة على صعيد عالمي قد تواصت فيما بينها على الباطل وباتت تنفق المليارات على تهويد القدس الشريف وعلى السعي لبناء هيكل على حساب المسجد الأقصى، في المقابل أين نحن أصحاب الحق؟، أين نحن الذين نملك الحق الشرعي والوحيد في القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك؟.
دور فلسطينيي 48 في حماية الأقصى
* لو تحدثنا عن دور فلسطينيي 48 ووقوفهم سداً منيعا أمام المخططات (الإسرائيلية) المستهدفة للمسجد الأقصى، ما هي صور هذا الوقفة وتأثيرها ؟
** نقول حامدين الله سبحانه وتعالى أن أكرمنا أن يكون لنا دور كريم من حيث لم نحتسب للعمل على إنقاذ القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك وبالتعاون القوي والصادق والعملي مع القيادات الشريفة في القدس الشريف وبرعاية وإدارة من هيئة الأوقاف ولجنة الإعمار، ولا شك أن لمؤسسة الأقصى الدور الكبير والبارز في هذا المشوار من خلال التعاون الذي برزت فيه مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، نجحنا بإعمار المصلى المرواني، وهو جزء من المسجد الأقصى، ونجحنا بإعمار المسجد الأقصى القديم وهو جزء من الأقصى أيضا، ونجحنا بتبليط ساحات واسعة وكبيرة في رحاب المسجد الأقصى الداخلية وهي جزء من المسجد الأقصى المبارك، ونجحنا بفتح البوابات العملاقة التاريخية للمصلى المرواني التي كانت مردومة تحت الأرض وأصبحت الآن بوابات كريمة وواسعة تؤدي إلى المصلى المرواني، وأقمنا كثيرا من الحمامات وأماكن الوضوء عند باب الأسباط وعند باب حطة وعند باب فيصل وعند باب المجلس، بالإضافة إلى ذلك، ها نحن نقيم دروس مصاطب العلم الدائمة؛ والتي باتت تستقطب الآلاف في رحاب المسجد الأقصى المبارك، وبالإضافة إلى ذلك نواصل تنظيم مسيرة البيارق اليومية وهي ترتيب عشرات الحافلات التي تنقل أهلنا من الداخل الفلسطيني من النقب والمثلث والجليل والمدن الساحلية (عكا، حيفا، يافا، اللد والرملة) إلى المسجد الأقصى المبارك بهدف المرابطة يوميا وتأدية الصلوات في المسجد الأقصى، وهذا ما دفع إلى تحريك وتنشيط حركة أهلنا الاقتصادية والتجارية في القدس الشريف، والحمد لله رب العالمين.
طفل الأقصى
ومن أجل إنجاح هذه المشاريع أقمنا صندوق طفل الأقصى؛ والذي نجح حتى الآن بتجنيد 23 ألف طفل من أطفالنا في الداخل الفلسطيني وكل طفل من هؤلاء يقوم بتوفير مصروفات مالية على مدار أيام السنة من مصروفه الخاص لصالح إعمار المسجد الأقصى، وبطبيعة الحال نقوم بجمع هذه الأموال سنويا وإنفاقها في مشاريع إعمار المسجد الأقصى المبارك.
القدس وخطة الانطواء
* رغم إعلان أولمرت عن تجميد خطة الانطواء بعد العدوان (الإسرائيلي) على لبنان، إلا إننا نرى من المناسب أن نسأل ما هي الآثار المترتبة على تطبيق مثل هذا المخطط على مستقبل قضية القدس والأقصى ؟
**القدس على ضوء هذه الخطة ستحاصر بجدار خانق من كل الجهات، وهذا ما باتت تنفذه المؤسسة (الإسرائيلية)، وفي الوقت نفسه تم اقتطاع نسبة كبيرة من المجتمع الفلسطيني المقدسي، وتم إخراجها ما وراء هذا الجدار، وهذا يعني تقليل عدد أهلنا الموجودين المرابطين في القدس الشريف، وهذا يعني في مردوده السياسي الخبيث واللئيم فرض سياسة مشروع القدس الموحدة الذي طالما تحدثت عنه المؤسسة (الإسرائيلية) على اختلاف الأحزاب الحاكمة التي تعاقبت عليها، وهذا يعني كذلك الاستفراد بالقدس من اجل متابعة تهويدها والاستفراد بالمسجد الأقصى المبارك من اجل متابعة فرض الهيمنة الاحتلالية عليه نحو بناء هيكل على حساب المسجد الأقصى، كل هذه المخاطر يجب أن يدركها كل عاقل تشكل مخاطر دائمة متواصلة متصاعدة على القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك.
سايكس بيكو "2"
* فضيلة الشيخ حذَّرت مؤخرا من إمكانية تناسي قضية الأقصى في خضم الأحداث الجسام التي يمر بها لبنان وفلسطين، فهل تتخوفون فعلا من تهميش هذه القضية ؟
**ما أقوله بالمجمل أن الولايات المتحدة أُم الإرهاب، مما لا شك فيه، تساندها المؤسسة (الإسرائيلية) ذات المشاريع الاحتلالية الإرهابية التدميرية ويساندها الموقف الأوروبي المنافق المخزي، باتوا اليوم يسعون لإعادة رسم العالم الإسلامي والعربي من جديد على اعتبار أنهم يخططون خارطة سايكس بيكو رقم "2"؛ والتي ستكون مترجمة للمصلحة الأمريكية و(الإسرائيلية)، وقد بدؤوا يترجمون ذلك على أرض الواقع من خلال اجتياح أفغانستان ومن خلال اجتياح العراق ومن خلال العدوان على لبنان ومن خلال تواصل اجتياح فلسطين، وواضح جدا أن هذه المؤامرة التي بدؤوا بتنفيذها تحمّل في طياتها إزالة دول بالكامل من خارطة العالم الإسلامي والعربي وتقسيم دول إلى أكثر من دولة، وإحياء النعرات المذهبية والطائفية، وأخشى ما أخشاه أنَّ كل هذا التصعيد المتواصل سيجعل العالم الإسلامي والعربي في غرق مؤلم، وفي جراح مؤلمة غائرة ودامية، وعلى أثر ذلك نتخوف بكل معنى الكلمة أن يؤدي ذلك إلى نسيان العالم الإسلامي والعربي على صعيد الحكومات والشعوب لحال القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك. ولذلك أقولها، المخاطر (الإسرائيلية) تزداد على القدس الشريف والمسجد الأقصى، ويا ويلنا إذا نحن تناسينا هذه المخاطر في خضم هذا الاجتياح الأمريكي الإرهابي، الذي بات يهدد كل دولة وكل شعب في دائرة العالم الإسلامي والعربي، ولذلك أرى من الواجب مرة بعد مرة أن أقول: لا تغفلوا عن القدس الشريف فهي في خطر، ولا تغفلوا عن المسجد الأقصى المبارك فهو في خطر.
لا تنسونا من الدعاء